يسعد مؤسسة بسام فريحة للفنون أن تقدّم معرضها الافتتاحي [Arabic] “أصداء الشرق[Arabic] ”. يستند المعرض إلى مختارات بارزة من المجموعة الخاصة المرموقة لسعادة بسام سعيد فريحة، ليقدّم نافذة على افتتان الغرب الطويل الأمد بالشرق. ويكشف المعرض عن فسيفساء من الرؤى التي تمنح لمحة عن الكيفية التي جرى من خلالها تصوّر الشرق الأوسط وتصويره وإضفاء الطابع الرومانسي عليه عبر الزمن.
الموضوع المحوري للمعرض هو استكشاف مفهوم الأنوثة كما صوّره فن الاستشراق، بدءًا من التمثيلات الصريحة للجواري في فضاء الحريم وصولًا إلى التصويرات الصادقة لعاطفة الأمومة.
يسبر معرض [Arabic] “أصداء الشرق[Arabic] ” أغوار التداخل المعقّد بين الواقع والخيال الذي شكّل فن الاستشراق تاريخيًا، مسلّطًا الضوء على دور الخيال في تشكيل التصوّرات الغربية عن الشرق. وكما تشير البروفيسورة فريدة المرحم: [Arabic] “كثيرًا ما نسج المستشرقون الغربيون في القرن التاسع عشر خيالاتهم حول الحريم والنساء المحجّبات، مما أدى إلى فهم مشوَّه للمفهوم[Arabic] ”، إذ كانت اللوحات غالبًا ما تعرض مشاهد غير أصيلة أو مبالغًا فيها من منظور إسلامي.
ولمواجهة مثل هذه الصور النمطية وتعزيز حوار ثقافي أعمق، يضع المعرض التصويرات الغربية في مقارنة مباشرة مع أعمال لفنانين عرب. فإلى جانب أعمال رودولف إرنست، ليون كومير، بول لوروا، جان-بابتيست هويزمانز وفابيو فابي من مجموعة بسام فريحة، تُعرض أعمال مهمة مُعارة لفنانين عرب حداثيين من بينهم حبيب سرور، مصطفى فروخ، قيصر الجميل، توفيق طارق، وأعمال مبكرة للفنان الإماراتي البارز عبد القادر الريس.
يشكّل إدراج الصور الفوتوغرافية الاستشراقية في القرن التاسع عشر رحلة بصرية فريدة تعيد الزائرين إلى زمن الرحّالة الفنانين. فهذه الصور لا تكمّل الأعمال المرسومة فحسب، بل تقدّم أيضًا تمثيلًا أكثر واقعية — وإن ظلّ رومانسيًا ومصاغًا بأسلوب فنّي — للشرق. وهي تعمل كجسر بصري يربط بين خيالات المستشرقين التي التقطتها اللوحات والحقائق كما عاينها المصوّرون الغربيون من خلال عدساتهم.
نتقدّم بخالص الشكر والامتنان إلى جميع من دعموا هذا المعرض بإعاراتهم الكريمة، وهم: معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، السيد صالح بركات، السيد عبد القادر الريس، والسيد نوربرت شيلر.